الربيع العاصف / بقلم بسمة غزال

☆ الربيع العاصف ☆

كنت أحلم
أحلم بمستقبل مزهر
أحلم برتبة علمية وعملية تليق بي وبعائلتي التي تعبت على تربيتي
وتنتظر مني شيئا جميلا
أحلم بأحلام جميلة شبه مستحيلة
ولكن أملك لها في داخلي الكثير من الأمل
قاطعتني مقطوعة موسيقية صاخبة تستمع لها أختي
شعرت وكأن الموسيقى تناقضني
أغمضت عيني
حاولت إكمال الحلم مرارا
ولكن عبس
أبى هذا الحلم أن يستمر
الى أن بدأ الصراخ
وصوت قاذفات وكأنها مطر منهمر
من السماء
ترك الجميع منازلهم متجهين للظلام
لايرون ضوئا ولا أملا
أمامهم بحر ،وخلفهم دمار
في جيوبهم شقاء حياتهم
المستقبل الذي خبأوه لأبنائهم
التعب الذي تكبد عنائهم طوال سنين
وضعوه فدية لقارب نفاث ومحرك لم ينتصفة البانزين
سار القارب وعلى عاتقه العشرات حتى منتصف البحر
ثار البحر عن صمته فابتلعهم
نجا من ثورته من رحم ربي
ليغوصوا في شوارع لايعرفوها ولاتعرفهم
عاد الحلم لذاكرتي
عاد الحلم بصخب
يعلو على الموسيقى التي أعتدت أن أسمعها من أختي
اليوم أحلم
أن أعود لشوارع بلدي
أحلم أن يعود بيتي
أحلم أن أمسك أيدي أمي وأبي
أحلم أن أنهي مسائي بين أخوتي
أحلم أن اسمع صوت أصدقاء طفولتي
أحلم اليوم بربيع مزهر
كما كان حلم مستقبلي
عاد الحلم الشبه مستحيل لمخيلتي
بعد أن كان حق من حقوقي
ولكن هذه المرة سأصنع الأمل بيدي

بقلم "بسمة غزال"