حلم وصمت / الكاتب محمد الخطيب/ الأردن / مجلة خمائل

ايقظني الصمتُ
أخرجني من دائرةِ الوقتْ
فعدتُ سريعاً أبحث عني
أسترجعُ ذاكرةَ الزمنِ الواقفِ ....
فوق الكبتْ

ثم أعرتُ الليلةَ أنسجتي
يا هذا الحُلُمُ الواقف دوني
إني أعلنتُ الساعةَ أني
مذْ كنتُ أسابقُ طفلَ الحارةِ يوماً
أخرتُ التأريخُ الأولِ
كي يتقاعسَ عني بعض الفَوتْ

فأعدتُ الليلةَ سري ...
ما دونَ الأفقِ الغائبِ عني
فسبقتُ الساعةَ ما أضحى
بعضَ شرايينْ الوقت...

وأفقتُ الليلةَ من حُلُمي
أسرجتُ القنديلَ المطفأِ دوني
فتصابى العمرُّ قليلاً
ثم تجافى إذْ يعرفني
فسبقتُ الضحكةَ في زمنٍ
سابقني يوماً فسُبِقْتْ

لا تعزفَ لحنكَ في عجلٍ
فاللحنُ الآتي من عشقٍ
يحتارُ سنيناً
ثم يعانقُ تلكُ الضحكة
كي يسمعها بعضَ السَكتْ

أخْرِجْني...
من عنقِ الزمنِ الآتي
من زاويةً تسعى خلفي
من أروقةٍ للوقفِ على طابورٍ
يمتدُ طويلا
في ضاحيةٍ للعمرِ ..
وفي أزمنةِ السحتْ

فلماذا تُسْمِعُني صمتي
ثم تسآل جاريَّ عني
فيجيب الجار بأني
مذ كنت ظلالاً للوقت
أخرتُ التاريخَ الواقفِ دوني
ثم تأخرتْ

واسرجتُ القنديلَ لوحدي
وأفقتُ على بعضِ الصوتْ
ثم أقمتُ المتراسَ لوحدي
وأعدتُ الليلةَ قمراً
يمضي فوقَ الشوقِ ويمضي
في ساعةِ صمتْ

يا صاحبَ عمري
يا كلَّ الزمن الماضي والآتي
يا حلماً يدنو
إذ يرتاحُ على جدولِ ماءٍ
ثم ينادي سرَّاً
أني ما عدتَ سوى حُلُما
يسبقني حيناً
أو حينا أسبقهُ ما دون الصوت