لاجئ بلا خيمة / الكاتب عماد شختور/ مجلة خمائل
صفحة 1 من اصل 1
لاجئ بلا خيمة / الكاتب عماد شختور/ مجلة خمائل
لاجئٌ بلا خيمةٍ
في لبنانَ
في سوريا
في الأردنِ
يعانقُ وَحشتِي البلدُ الشقيقُ
لاجئٌ بلا خيمةٍ
أمامَ السفارَة
خلفَ السياجِ الحدوديِّ
على شاطئِ البحرِ
تصارعُ الأمواجُ جُثتِي
حينَ ألقَى بها البحارَة
وقدْ صرَّحَ البحرُ بِموتِي
وأَعلنَ الموجُ
أنِّي غريقْ
لاجئٌ بلا خيمةٍ
لازلتُ أذكرُ
صوتَ الرصاصِ
لونَ الدماءِ
رائحةَ الوقودِ
علَى وَجهِي
على جَسدِي
علَى يَدِي
خارطةَ الوجَعِ
وآثارَ الحريقْ
الغربةُ تمضغُ صَبرِي
وتذرفُنِي عَينُ الحنينِ
والدتي ماتتْ قهرًا
والدِي حملَ السلاحَ ثائرًا
أوصانِي بالوطنِ خيرًا ومضَى
أَنتظرُ عودتَهُ منذُ ستٍّ وستينَ عامًا
ولمْ يرجعْ..!!
ماتَ جدِّي يَحملُ مِفتاحَ البيتِ
ويقولُ لي :
إِذا عادَ الوطنُ حرًّا
فأعِدْ زراعةَ الأَشجارِ
وَأغلقْ الغطاءَ جيدًا
بعدَ أنْ يوضعَ الزيتْ
شَيخٌ كبيرٌ طاعنٌ في الحزنِ
في الخيمةِ الألفِ بعدَ المئةِ السابعةِ
أَنتظرُ النخوةَ العربيَّةَ
أَنتظرُ الشهامةَ
أَنتظرُ أنْ تقومَ القيامةُ
وَلمْ يعدْ يُجدِي الانتظارَ
تَنتابُني في حُبِّ الوطنِ
نَوباتُ جُنونْ
مُشتاقٌ..
لكرمِ العنبِ
للزعترِ البريِّ
لأَشجارِ اللوزِ
مشتاقٌ..
لِلتفاحِ للبرتقالِ
لِأحواضِ النعنعِ
لِزهرِ الليمونِ
مُشتاقٌ..
لِلمشمشِ البلديِّ
لِرائحةِ الأرضِ بعدَ
نُزولِ المطرِ
رائحةٍ تأخذُكَ على مَراحلَ
ولا تعيدُكَ أبدًا يا وَلدِي
هذا مِفتاحُ بيتِنا القديمِ
ميراثِ والدِي
مِيراثِي أنا
وآخرُ وصيةٍ لجدِّكَ الراحلْ
في لبنانَ
في سوريا
في الأردنِ
يعانقُ وَحشتِي البلدُ الشقيقُ
لاجئٌ بلا خيمةٍ
أمامَ السفارَة
خلفَ السياجِ الحدوديِّ
على شاطئِ البحرِ
تصارعُ الأمواجُ جُثتِي
حينَ ألقَى بها البحارَة
وقدْ صرَّحَ البحرُ بِموتِي
وأَعلنَ الموجُ
أنِّي غريقْ
لاجئٌ بلا خيمةٍ
لازلتُ أذكرُ
صوتَ الرصاصِ
لونَ الدماءِ
رائحةَ الوقودِ
علَى وَجهِي
على جَسدِي
علَى يَدِي
خارطةَ الوجَعِ
وآثارَ الحريقْ
الغربةُ تمضغُ صَبرِي
وتذرفُنِي عَينُ الحنينِ
والدتي ماتتْ قهرًا
والدِي حملَ السلاحَ ثائرًا
أوصانِي بالوطنِ خيرًا ومضَى
أَنتظرُ عودتَهُ منذُ ستٍّ وستينَ عامًا
ولمْ يرجعْ..!!
ماتَ جدِّي يَحملُ مِفتاحَ البيتِ
ويقولُ لي :
إِذا عادَ الوطنُ حرًّا
فأعِدْ زراعةَ الأَشجارِ
وَأغلقْ الغطاءَ جيدًا
بعدَ أنْ يوضعَ الزيتْ
شَيخٌ كبيرٌ طاعنٌ في الحزنِ
في الخيمةِ الألفِ بعدَ المئةِ السابعةِ
أَنتظرُ النخوةَ العربيَّةَ
أَنتظرُ الشهامةَ
أَنتظرُ أنْ تقومَ القيامةُ
وَلمْ يعدْ يُجدِي الانتظارَ
تَنتابُني في حُبِّ الوطنِ
نَوباتُ جُنونْ
مُشتاقٌ..
لكرمِ العنبِ
للزعترِ البريِّ
لأَشجارِ اللوزِ
مشتاقٌ..
لِلتفاحِ للبرتقالِ
لِأحواضِ النعنعِ
لِزهرِ الليمونِ
مُشتاقٌ..
لِلمشمشِ البلديِّ
لِرائحةِ الأرضِ بعدَ
نُزولِ المطرِ
رائحةٍ تأخذُكَ على مَراحلَ
ولا تعيدُكَ أبدًا يا وَلدِي
هذا مِفتاحُ بيتِنا القديمِ
ميراثِ والدِي
مِيراثِي أنا
وآخرُ وصيةٍ لجدِّكَ الراحلْ
نبهات الزين- عدد المساهمات : 183
تاريخ التسجيل : 01/07/2016
مواضيع مماثلة
» قبيل الانفجار/ الكاتب عماد شختور / مجلة خمائل
» ارادة الشعب د.عماد الكيلاني / مجلة خمائل
» رسمتك خارطة/ د. عماد الكيلاني / مجلة خمائل
» حلم عماد زيدان /مجلة خمائل
» إطفئيني عماد عبد الملك /مجلة خمائل
» ارادة الشعب د.عماد الكيلاني / مجلة خمائل
» رسمتك خارطة/ د. عماد الكيلاني / مجلة خمائل
» حلم عماد زيدان /مجلة خمائل
» إطفئيني عماد عبد الملك /مجلة خمائل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى