ضحايا العسل دعاء أحمد / مجلة خمائل

ذات العينين الزرقاوين أسكنت الحزن بقلوب أثرى وأوسم الرجال ، حين أبت حتى النظر إليهم ، حاجبةً نور عينيها الساحرتين، تاركةً إياهمم في ظلام الحب من طرفهم فقط ،وحين يخجل جفنها،و يغض نظرها عنهم ،تذبحهم بسيوف رموشها دون رحمة ، وكأنها تحذرهم من الاقتراب ، شعرها الحرير فقدته ، ربما حزنًا ، عقدت رأسها بوشاحٍ أسود يبرز جمال وجهها ناصع البياض الذى يغار منه النهار ،غالبا تمكث وحيدة أمام البحر،الذي قيل إنه سرق حبيبها،وعلى اثر هذا الحادث، وهى تعيش بدون زواج ، كراهبة بمحراب الذكرى تطوعت بمساعدة الكثير من أهل بلدتها ، اكتسبت حبهم وثقتهم العمياء بسخائها وعطائها وكراماتها التي شهدت لها عودة الغائبات عن أهلهم وزواج العوانس و توظيف العاطلين ..فأطلقواعليها صاحبة الكرامات،كثرت أقوالهم حولها،من قال ست مبروكة مكشوف عنها الحجاب لطيبتها وعطائها، ومن أذاع أنها بشخصيتها القوية تسخر الأرواح والجن لأفعال الخير .... بحر من الأقاويل لا نهاية له.
في بلدة مجاورة من بلدة صاحبة الكرامات ، كثر فيها اختفاء عددٍ من البنات ، ثم ظهور جثثهم عائمة قرب أحد الشواطئ ،في هذه البلدةسمعت أم إحدى الضحايا من قريبتها عن صاحبة الكرامات حين قالت لها : -سأخبرك بسرٍ،أستحلفك بالله ألا تخبري به أحدًا ، فقد مر بنا ما مر بك ، كانت ابنتنا الوحيدة قد هربت ، وغابت عن البيت ، لأن والدها رفض أن يزوجها بحبيبها ،ثم عادت لنا بعد يومين كما بشرتنا "صاحبة الكرامات " ، كما جعلت أبيها يغيُّر رأيه فجأة ، و يوافق على زواجها بمن تحب، ثم أخرجت صورة زفاف ابنتها من حقيبتها ، و قالت : - ها هي صاحبة الكرامات التي تقف على يمين العروسة .
فإذا بالبنت الصغيرة بجوار أمها تحدقت في الصورة وأ شتعل وجهها وأرتجف جسدها.....تابعونا العدد القادم